عن مدينة جنين
مدينة جنين ، احد المدن الفلسطينية ذات الثقل الإقتصادي الذي يقوف العدد السكاني القليل، و سميت
بذلك نسبة إلى الجنائن التي تحيط بها، تتميز هذه المدينة بأهمية قد نالتها عبر الأزمنة و العصور، و ذلك لأن
المدينة موجودة عند نهاية مرتفعات مدينَة نابلس الشمالية، أي أنها فوق حضيض الجبال المطلة على سهل
مرج ابن عامر، و تشكل مدينَة جِنين حلقة وصل و خط التقاء بيئات ثلاث، هي: البيئة الجبلية، و البيئة السهليّة
والبيئة الغورية، و بذلك تكون هذه المدينة احد المدن التي تطل على غور الأردن، و هذا من شأنه أن يجعلها
موقعا لتجمع طرق المواصلات القادمة من نابلس و العديد من المناطق في فلسطين، و لا بد من أن تكون
محطة يمر بها المسافرون بين هذه المدن، و تعتبر مينَة جِنين نقطة مواصلات مهمة في الطرق المتجهة من
حيفا و الناصرة و باتجاه الشمال إلى نابلس و القدس الواقعتين في الجنوب الفلسطيني.
معلومات عامة عنها
كان لمدينة جِنين شأن و دور عظيم في النضال الوطني الفلسطيني، و الي تكلل منذ بداية الصراع الفلسطيني
الإسرائيلي، و قد ظلت جدلا و نقطة صراع بالنسبة للإحتلال الإسرائيلي، و ذلك بسبب قربها من مدن الداخل و
مشاركة عدد كبير من أبناءها في العمل المسلح ضد الإحتلال الصهيوني، و خصوصا بعد الانتفاضة الفلسطينية
الثانية.
يغلب مناخ و جغرافية تربة البحر الأبيض المتوسط الحمراء، و التي تسمى بالتيراروزا، غالبية أراضي المرتفعات
المحيطة بالمدينة، و تجدر الإشارة إلى أن التربة في أراضي المرج مصدرها المرتفعات، كما و تمتاز هذه الأراضي
بالخصائص التي تجمع بين صفات تربة البحر المتوسط الحمراء، و صفات التربة الموضعية ذات اللون الأسمر، و
بالتالي فهي بالتأكيد تربة خصبة ذات إنتاج كبير، و تنتشر التربة ذات الطبيعة الطمية في مناطق الأودية الجبلية
إضافة إلى أودية مناطق المرج.
في العهد الروماني كان في مكان مدينَة جنين قرية ذكرت و عرفت بإسم “جيناي”، و قد مر بالقرب منها المسيح
أكثر من مرة أثناء سيره في طريقه من مدينة الناصرة إلى العاصمة القدس، و قد اعتنق سكانها المسيحية، حيث
عثر على بقايا كنيسة بالقرب من مركز جنين، و ذلك في قرية برقين تحديداً، و يرجع أصل هذه الكنيسة و تاريخها
إلى القرن السادس الميلادي، و قد قام الرومان بتغيير اسمها من “عين جنيم” إلى “جنين”.