كيف عذب الله أهل عاد

كيف عذب الله أهل عاد

سيدنا هود

أهل عاد من أقوام العرب الذين كانوا من اعظم الأقوام والأمم في زمانهم، إلا أن أهل عاد اتجهوا إلى الطغيان والتجبر وعبادة الأصنام، فغضب الله عليهم كثيرا حيث أنهم استكبروا في الأرض ولم يخافون الله عز وجل، ولم يسمعون كلامه ولا يطيعونه وبالتالي أغضب الله عز وجل على تلك القوم بشكل كبير.

بما عذب الله أهل عاد

  • قال الله تعالى في قوم عاد:” فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً”، وهذا يرجع إلى واستكبارهم وعدم خوفهم من الله عز وجل وبالتالي أراد الله أن يجعلهم عبرة لما بعدها من الأمم.
  • كما أن ينسب إلى تلك القوم إرم بن عوض بن سام بن نوح عليه السلام، عاد هو أول من قام بعبادة الأصنام بعد دعوة سيدنا نوح عليه السلام، ولما قاموا بذلك أرسل الله عليهم هود يدعوهم إلى عبادة الله ويحذرهم أيضًا.
  • وكان قوم عاد يسكنون مدينة تسمى إرم وقال الله تعالى عن تلك المدينة:” أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ*إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ*الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ”.
  • قوم عاد حصلوا على رقي كبير في كلا من العمران والبناء في تلك الفترة لهم، كانت بيوتهم رائعة اية من الجمال والإبداع وكانت أراضيهم أيضًا جنان خضراء ترعى فيها المواشي وبها الكثير من الأموال، كما قال الله تعالى:” أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ*وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ”.
  • وعلى الرغم من كل النعيم الذي رزقهم به الله سبحانه وتعالى انشغلوا بالدنيا عن الله سبحانه وتعالى وكانوا يقومون برفع البنيان ويتباهون به بدون الحاجة إلى الله سبحانه وتعالى.
  • كانوا يتفاخرون دائما بما قاموا به من تطاول في البنيان وأنشأوا الكثير من البروج المشيدة وأرادوا أن يخلدوا اسمائهم في العالمين متخيلين أن بتلك الطريقة قد سبقوا كل من عليها.
  • كذبوا قوم عاد رسولهم وليس ذلك فقط بل سخروا منه وقال الله في القرآن الكريم:” وتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ”.
إقرا أيضا :  قصة أصحاب الكهف ومكان وصور الكهف

عذاب أهل عاد

  • شاء الله أن ينزل عليهم العذاب وكان عذابهم هو الريح كما أخبرنا القرآن الكريم، حيث أمسك الله سبحانه وتعالى المطر عنهم فترة كبيرة من الزمن مما أجدبت الأرض بعدها وصاروا ينتظرون المطر ويترقبون أيضًا.
  • حينها قام الله سبحانه وتعالى بسياق سحابة اقتربت منهم فظنوا أن المطر سوف ينزل عليهم، وفرحوا واستبشروا فيما بينهم وقالوا هذا عارض ممطرنا، وإنما تلك السحابة لم تكن مطرا وإنما كانت عذابا من عند الله وقال الله تعالى:” بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ”.
إقرا أيضا :  لقاء سيدنا يوسف مع والده سيدنا يعقوب

 

كيف عذب الله أهل عاد
كيف عذب الله أهل عاد
  • نزلت بهم تلك الريح القوية بالفعل سلطها الله عليهم ثمانية أيام وسبع ليالي ولم تنقطع عنهم ولو للحظة وكانت رياح قيمة لا يوجد فيها شيء من الخير، كانت شديدة البرودة وكان صوتها قوي ومفزع.
  • وصفها الله في القرآن الكريم:” تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا”، كما وصفها أيضًا:” مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيم”، أهلكت تلك الرياح كل شيء وكانت تحمل الرجل منهم عاليا وتنكسه على الأرض فتنفصل رأسه عن جسده.
  • وقال الله تعالى:” فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ”، وكانوا قوم عاد عبرة لمن يعتبر من القوم من بعدهم.
إقرا أيضا :  قصة سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام

دروس مستفادة من قصة أهل عاد

هناك بعض الدروس المستفادة من قصة تلك القوم المعذبين بالريح ومن تلك الدروس المستفادة:

  • يجب على المرء أن يتوكل على الله عز وجل وأن يلتجئ إليه في جميع أمور حياته المختلفة، وهذا ما فعله النبي هود عليه السلام عندما رأى القوم لا يريدون أن يؤمنوا بالله عز وجل فوض أمره إلى الله فيهم.
  • أن الله لا يهمل الظالمين ابدآ ولكن يستدرجهم إلى العذاب والله يقف لهم بالمرصاد ويهلكهم عاجلا أم أجلا.
  • النصر لا يأتي إلا عندما يصبر الإنسان على ابتلاه الله، فإن الله قادر على نصر عباده الصالحين وعلى هدايتهم بشكل كبير عما قريب بأذن الله.
  • قوة الإنسان وجبروته وطغيانه أيضًا من الممكن أن يجعل الله ينزل عليهم العديد من العذاب ولا يمنع عنهم ما قدموا في حياتهم من تقدم في العمران أو التطاول في البنيان مادام الشخص كافر ولا يوحد بالله.

المصادر والمراجع