أسطورة عقدة أوديب
تعلق الطفل بأمه من الأمور الفطرية التي زرعها الله في نفسه قبل ولادته، لكن في حين تطور الموضوع يصبح مرض يطلق عليه مرض عقدة أوديب .
عُقدة أوديب
هو مصطلح قدمه عالم النفس سيغموند فرويد ليُشير به إلى تعلق الطفل الزائد بأمه حتى
أنه يعتبر والده عدواً له، ليس من حقه الاقتراب من أمه بأي شكل من الأشكال، و هو الرغبة الجنسية اللاشعورية لدى الأبناء تجاه الآباء مع المخالفة في الجنس و الكراهية مع الموافقة، أي ميل الابن إلى أمه و البنت لأبيها، حتى أن الفتاة في سنوات عمرها الأولى تقول ببراءة
و عفوية “سأتزوج بابا” من شدة انجذابها إليه و إعجابها به.
علاج مرض عقدة أوديب
تبقى عقدة أوديب مع الطفل حتى يبلغ عمر الخمس سنوات، ثم تختفي بشكل تدريجي،
إلى أن تذهب و تختفي بشكل كامل مع بداية مرحلة المراهقة و زيادة وعي الطفل و معرفة أهمية كل من والديه.
و في حالة عدم استطاعة الطفل على التغلب على هذه العقدة، واستمرار تعلقه بأحد
والديه فإن تأثير ذلك يظهر عند اختيار شريك الحياة؛ إذ يظل يبحث الشاب أو الفتاة عن
نسخة مماثلة تماماً و مكررة من الأم أو الأب، مما قد يؤخر الزواج.
أسطورة عقدة أوديب
يحكى أن في قديم الزمان كان يوجد صبي يدعى اوديب و التي تعنى باللغة اليونانية
(صاحب الأقدام المتورمة) تدور أحداث الأسطورة في القرن الخامس الميلادي، تروي أن أحد ملوك اليونان القدامى، ظل هو وزوجته دون إنجاب أطفالاً لعدة سنوات، ثم و بعد عدة أعوام
رُزقا بمولود ذكر، وكعادة لملوك في ذلك الوقت، حمل الملك طفله و ذهب به إلى المعبد،
من أجل التنبؤ بمستقبله.
فأخذ الملك طفله الرضيع و ذهب به إلى المعبد، و طلب من إحدي العرافات التنبؤ بمستقبله، أخبرته العرافة أن هذا الوليد سوف يحل عليه بالدمار و الخراب، و لا بد من القضاء عليه، و بالفعل ردّ الملك لكلام العرافة، فأخذ ابنه و أعطاه لواحد من الخدم ليرميه من فوق الجبل، إلا أن الخادم لم يقدر على فعل هذا فأخذ الطفل و أعطاه لرجل
غريب كان على وشك العودة إلى بلاده.
حمل الراعي الجديد الرضيع ، وذهب به إلى الملك الذي يعمل في خدمته ، وكان يعلم
أن الملك وزوجته لم يرزقا أطفالاً، فسرد لهما قصة هذا الرضيع ، ففرحا به كثيرًا وتبنياه،
و أطلقا عليه اسم أوديب.
كبر أوديب، و أصبح شاباً وسيماً، و في أثناء مروره في أحد الأيام، سمع رجلًا مخمورًا يقول
أن أوديب لقيط، و أنه ليس ابن هذا الملك، فحزن أوديب و شرد، ثم ذهب لوالديه يسألهما
عن صحة تلك المعلومة، و رغم إنكار أبويه، إلا أنه ظل بحيرة كبيرة، مما دفعه للذهاب إلى عرافة ليسألها عن حقيقة نسبة، فما كان منها إلا أن أخبرته أنه سوف يقتل أباه و يتزوج من أمه.
تخيل أوديب أن العرافة قصدت أباه و أمه اللَّذَيْن يعرفهما الآن، فارتعب للفكرة، و قرر
السفر ليتجنَّب حدوث الأمر، سافر أوديب و أثناء سفره قابل رجلًا ذا جاه، فاعترض كل
منهما طريق الآخر و تشاحنا حتى قتله أوديب، ثم استكمل مسيرته دون أن يعلم أنه قد
قتل والده الحقيقي.
أثناء دخوله البلد التي كان يقصدها، كانوا قد عثروا على ملكهم قتيلًا، فقرروا أن يُعينوا
من يُجيب على فزورتهم ملكًا و يتزوج أرملة الملك السابق، و بالفعل تمكن أوديب من حل الفزورة و تزوج من زوجة الملك السابق، دون أن يعلم أو تعلم هي أنها أمه.
بعد بحث كبير لجأ أوديب لأحد السحرة يسأله من قتل الملك، فرفض الساحر إخباره،
و مع إصرار أوديب أخبره الأخير بأنه هو من قتله، في هذا الوقت جاء رسول من المملكة الأخرى ليخبر أوديب بأن والده قد مات و من المؤكد أنه هو من قتله، و علمت هنا أمه
بأنها قد تزوجت ابنها، فشنقت نفسها، ثم ذهب أوديب وفقأ عينيه جزاءً لنفسه على
قتل أبيه.
المصادر و المراجع
almrsal.com/post/408663
kabbos.com/index.php?darck=3773