الشعر النبطي
هو الشعر العامي الشعبي، والذي ينظم باللهجات العامية، وهو شعر يراعي تقاليد الشعر العربي في بعض لأحيان من حيث
الالتزام بقافية واحدة، بالإضافة إلى استخدام الأوزان العروضية والموسيقى الشعرية الخاصة بالشعر العربي الفصيح، ويتفق
الشعر النبطي مع الشعر الفصيح أيضا من حيث التراكيب والصرف والمفردات، إلا أن الشعر النبطي على حلاف الشعر الفصيح، حيث يمكن أن يُنظم مع التخلي عن علامات الإعراب ونطق بعض الحروف.
ويذكر أن الشعر النبطي وجد ليكون كلاما محكيا بعيد عن اللغة العربية الفصحى وبعيدا عن الأسلوب الرسمي، إلا أن أغلب أنواع
الشعر النبطي تحتوي على بعض المفردات والمصطلحات الفصيحة، ويعتبر الشعر النبطي نوع من الفلكور الشعبي الذي يعكس الحضارة الثقافية للأمم والشعوب.
تسمية الشعر النبطي
- يعود السبب وراء تسمية الشعر النبطي بهذا الاسم إلى أنه اشتهر وذاع صيته عند الأنباط البدو الذين استقروا ببلاد الشام
بعد هجرتهم من الحجاز. - ويميل عدد من الأدباء إلى تسمية الشعر النبطي باسم الشعر الشعبي؛ وذلك بسبب استخدامه اللغة العامية الشعبية
المحكية، بالإضافة إلى بعده عن الصيغة الرسمية. بالإضافة إلى الشعبية التي احتلها الشعر النبطي بين جمهور الشعر في كافة المجتمعات. - ويذكر أن الشعر النبطي قد تعرض لعدد كبير من الانتقادات، وقد أعزى منتقدي الشعر النبطي السبب هو خوفهم من
ضعضعة الأدب العربي الفصيح، أو اتخاذ اللغة العامية مكانة أكبر من اللغة الفصيحة.
نشأة الشعر النبطي
- ظهر الشعر النبطي في بداية القرن الرابع الهجري، وذلك عندما ظهرت وانتشرت اللغات العامية نتيجة اختلاط واحتكاك العرب
بالعجم، وخاصة في البيئات البدوية، في حين تؤكد بعض المصادر الأدبية الأخرى نشأة الشعر النبطي في عصر الجاهلية، ويفسر الأدباء والباحثين ذلك بأن اللغة العامية هي الأصل، وأن اللغة الفصيحة هي فرع يُبنى على الأصل وهو اللغة العامية. - في حين تؤكد بعض الروايات التاريخية أن أبا زيد الهلالي وهو أحد أمراء بني هلال هو أول من قام بنظم الشعر النبطي،
إضافة إلى ذلك تذكر بعض المصادر الأدبية عدد من الأسماء والذين يصنفون ضمن أوائل شعراء الشعر النبطي ومنهم الشاعر العراقي صفي الدين الحلى، وشاعرة بادية حوران السورية، و الشاعر أبو حمزة العامري، وتضمنت أغلب قصائدهم البحر الطويل وبحر الرجز. - كما اشتهرت قصا الإمارة الجبرية والمنتمية لقبيلة بني عامر، والتي سكنت في شرق الجزيرة العربية في القرن الخامس
عشر الميلادي، حيث اشتهرت تلك الإمارة بالشعر النبطي، ثم تطور الشعر النبطي بإضافة أوزان غنائية جديدة سميت
“الفنون اللعبونية” على يد الشاعر محمد بن لعبون وهو من أشهر شعراء الشعر النبطي، وتوالت حركات تطوير الشعر
النبطي إلى أن وصل الصورة التي يوجد عليها في الوقت الحالي، ووصوله إلى مرحلة “شعر الحداثة”، وهو نوع من أنواع
الشعر الحديث والذي يتبنى توجه فني خاص في الأداء الشعري.
أهمية الشعر النبطي
- يعد مصدر من المصادر التاريخية الموثقة للأمم القديمة، وخاصة منطقة الجزيرة العربية، والتي تعطي صورة واضحة وكافية عن مظاهر الحياة الثقافية والعادات والتقاليد وأشكال الحضارة الأخرى لتلك الدول أو الحضارات أم الأمم.
- ساعد الشعر النبطي في دراسة وتطور علم الصوتيات.
- يشكل لغة تواصل سائدة بين الأوساط الشعبية.
- استخدم كأداة لدعم الثورات ضد حركات الاستعمار، وخاصة الشعر النبطي القائم على النقد والهجوم.