جزء عم
جاء جزء عم بسوره الثلاثين كدعوة للبشر للعودة إلى الله سبحانه وتعالى والتأمل في آياته وخلقه، وتذكير للآخرة حيث سيتم مساءلة الجميع أمام الله سبحانه وتعالى دون أن يرافقهم صديق أو قريب، فجاءت السور في جزء عم قصيرة وبالغة التأثير، ويتميز هذا الجزء أيضًا بأنه يحتوي على أول سورة نزلت من القرآن الكريم، “العلق”، التي كانت أول ما أوحِيَ به إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، كما وشمل سورة “النصر” وهي آخر السور الذي أنزلت على سيدنا محمد، وهو ما كان إخطارًا له بنهاية رسالته على أكمل وجه، واقتراب موعد لقائه مع الله تعالى، وكان هذا واضحًا في آيات القرآن الكريم، فهمها رسول الله واستعد لملاقاة ربه والخلود في جنته.
بعض سور جزء عم
- سورة النبأ: وهب أول سورة في الجزء الثلاثين، وقد سميت سورة النبأ دلالة على ما جاء فيها من أخبار المسلمين المهمة بشأن البعث والنشور والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى في يوم القيامة لتلقي الجزاء المناسب، وفي سورة النصر كثُر الحديث عن يوم القيامة وأهواله، وما الذي تم إعداده للكافرين من العذاب الأليم، في مقابل ما ينتظر المؤمنين من النعيم المقيم.
- سورة عيسى: هي سورة مكيّة، بدأت بعتاب موجه الى سيدنا محمد، حول توليه عن السائل الأعمى، من أجل دعوة كبار القوم الى الإسلام، وجاء في السورة الحديث عن دلائل قدرة الله تعالى ووحدانتيه، بالإضافة على الحديث عن أهوال يوم القيامة التي تجعل كل فرد بهرب من أحباه وأقربائه وأهله.
- سورة النصر: سورة مدنية، إن نزولها على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مؤشراً على انتشار الإسلام في شبه الجزيرة العربية وصعود تعاليم الدين الإسلامي عالياً على كل ما ذكر من الباطل والأقاويل، وأن الوقت قد حان للمغفرة والخضوع إلى الله سبحانه وتعالى، انتظارا لان يسترد الحق من أفضل خلقه، لينعم الى جواره بعد سنوات من الشفاعة والجهاد بفضل الله.
- سورة الإخلاص: هي سورة مكية، تتحدث عن وحدانية الله سبحانه وتعالى، والحاجة إلى عبادته دون شريك، والسورة لم تتناول أي من شؤون الآخرة، على عكس غيرها من سور القرآن الكريم، تأكيدًا على أهمية ما ورد بها، وحثا على أهمية الإيمان به.