نبذة عامة
إن الاحسان لهو نعمة من نعم الله علينا، ويتمثل الاحسان في الإخلاص في عبادته وإقامة الأعمال الصالحة وفعل الخير والصلاح بين الناس والمجتمع، وهو علي يقين أن الله يراه في كل وقت وفي كل شئ يفعله في حياته، وأن الإحسان أيضا هو بذل الجهد والسعي وراء العمل، للوصول إلي أعلي الدرجات بإتقان وإحكام، فمن أحسن بالدنيا كان جزاؤه عند الله هو الجنة والتمتع بنعيمها، وما جزاء الإحسان عند الله إلا بالإحسان.
فضل الاحسان
إن الإحسان له فضائل كبيرة وكثيرة عند الإنسان في الدنيا والآخرة وهي تتمثل في: السعي وراء العمل الجاد للوصول إلى مكانة عالية وكسب الرزق، ويمد الله له في العمر ويعيش في سعادة وينال ثواب عظيم وأجر كبير من عند الله، وأنه أيضا يجعل المحسن واثق من نفسه في إتخاذ القرارات، ويفكر في تصرفاته وسلوكه وأفعاله، وهو علي يقين أن الله يراه، وأنه يقيم الأعمال الصالحة في مساعدة الغير، وإقامة العبادات والمعاملات بين الناس، حتى يفوز بالجنة ونعيمها.
صور الاحسان في الدنيا
إن الإحسان صور كثيرة ومتعددة في الدنيا وتكون صوره هي:
- الإحسان إلى الوالدين فهي من أحسن وأحب الأعمال عند الله، هي تقوم على سماع كلامهم في أي أمر يريدونه والتقرب إليهم، والأخذ بنصائحهم في الدنيا حتى يعيشون في سعادة وطمأنينة واستقرار، وأن نرعاهم في كبر السن مثل ما راعنا ونحن صغار وتعبوا في تربيتنا وجعلونا أشخاص يستطيعون الاعتماد على أنفسهم، وأن ندعو لهم بعد مماتهم مثل ما دعوا لنا في حياتنا، ولولا فضل دعائهم ما كنا نجحنا في حياتنا من علم وعمل صالح وعمل جاد نسعى وراءه، وأن نحضر لهم الهداية التي تسعد قلوبهم وتفرحهم.
- وأيضا الإحسان إلى الأقارب عن طريق زيارتهم ومساعدتهم في أي وقت أو شئ أراده مننا.
- وإلى الجار أيضا حيث أوصانا رسول الله “صلى الله عليه وسلم” على سابع جار، فهو لم يقصد الجار السابع بل قصد الجار بوجه عام، وذلك عن طريق إلقاء السلام ومساعدتهم إذا أرادوا شئ وسماع لهم في أي وقت.
- والإحسان إلى الفقراء أيضاً وذلك عن طريق الأغنياء في مساعدتهم وقضاء حاجتهم، وذلك يمنع عن الكذب والسرقة والنهب والإحسان إلى النفس في البعد عن الأشياء التي حرمها الله علينا، وأن نزكيها وأن يحسن الإنسان لنفسه قبل غيره، حتى ينال ثواب عظيم وأجر كبير.
- والإحسان في العمل علي أن يسعى وراءه والاجتهاد به، حتي يرزقه الله من حيث لا يحتسب، قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم” : “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”.
قال الله تعالى:”وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”.