يعد الإضراب عن الطعام و الامتناع عن تناوله وسيلة متبعة من أسرى السجون، لإثارة عاطفة الناس، و تخفيف الظلم عنهم، و التعبير عن رفضهم للوضع الذي يتعرضون له.
التغيرات التي تحدث في الجسم بسبب الإضراب عن الطعام
عند الإضراب عن الطعام (الامتناع عنه) يتوقف تزويد جسم الإنسان بالعناصر الغذائية الضرورية
كالكربوهيدرات والبروتينات والدهون، و يبدأ الجهاز الهضمي في الجسم بهضم
الكمية الاحتياطية المخزنة من الجلوكوز والأحماض الدهنية، وبذلك تصبح وظيفة أعضاء الجسم الداخلية
في المحافظة على نسبة السكر (الجلوكوز) في الدم.
تتشكل الكمية الاحتياطية المخزنة على هيئة جليكوجين في الكبد وعضلات الجسم، ويبدأ بالاختفاء
وتقل نسبته بسبب الحاجة إلى تشكيل الجلوكوز،وتكفي هذه الكمية لمدة يوم أو
يومين كحد أقصى، و في اليوم الثاني يكون الجليكوجين قد نفذ، فيبدأ الجسم بتزويد نفسه
بالجلوكوز من خلال العضلات، حيث يتم تحليل البروتينات إلى أحماض أمينية ثم في النهاية تتحول إلى جلوكوز
بفعل إنتاج الجلوكوز بهذه الطريقة، تنتج عن هذه العملية مركبات نيتروجينية يتخلص منها الجسم من
خلال التبول والتعرق، مما يؤدي إلى ظهور رائحة كريهة من الجسم، فظهور الرائحة الكريهة تدل على بدء تسمم الجسم، لكن الأسرى يقومون بشرب الماء والملح للحفاظ على توازن الجسم والعناصر الغذائية الضرورية له
عندما يشعر الجسم بالجوع قد يعود إلى الاستفادة من العضلات للحصول على البروتينات، تتأثر العضلات بذلك، فيقل حجمها وتضعف كثيراً، وتقل قدرة المضرب عن الطعام على الحركة
حكم الإضراب عن الطعام في الإسلام
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” من تردى من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنم، يتردى خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تحسى سماً فقتل نفسه فسمه في يده، يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده، يجأ بها في بطنه في نار جهنم، خالداً مخلداً فيها أبداً”.
أي إذا كان الإضراب عن الطعام بسبب رغبته في الموت فذلك محرّم، أما إذا كان الإضراب مؤقتاً ولا يؤدي إلى الموت، وكان فيه مصلحة كتخفيف الظلم والخروج من السجن فلا بأس به
أشهر أشكال الإضراب من قبل الأسرى الفلسطينيين
- إضراب الحرية والكرامة في 17 نيسان 2017، كان الهدف منه حصول الأسرى على حقوقهم كاملة التي قام الاحتلال بسلبها منهم
- إضراب الأسرى الإداريين في 24 نيسان 2014، كان الهدف منه رفض الأسرى لقيام الاحتلال باعتقالهم إدارياً دون وجود تهمة
- إضراب أسرى سجن عسقلان في عام 1996، بسبب عدم توفير أسرّة أو حتى قطع إسفنجية للنوم عليها داخل السجن، حيث كانوا ينامون على قطع بلاستيكية