أبيات قتلت أصحابها

أبيات قتلت أصحابها

أبيات قتلت أصحابها ، وكانت قد أودت بحياتهم وأنهتها، والسبب هو تجرأ العديد من الشعراء في القدم على التطاول على بعض الأشخاص المهمة أو الملوك آنذاك

  • كان الشعر سابقا الطريقة الوحيدة التي يلجا فيها الشعار للتعبير عما يجول في
    خاطره، أو عواطفه، او أفكاره التي يرغب بنشرها بين الناس، وكان الحكام والسلاطين
    يولون اقصى درجات الاهتمام للشعر والشعراء، حيث كانوا يستخدمون الشعراء في
    مديحهم، والدفاع عنهم وعن مواقفهم السياسية
  • ومن مظاهر الاهتمام بالشعر سابقا، كانت تقام الأسواق والمنتديات ويجتمع فيها الشعراء
    ويتبارزون في ما لديهم من شعر وقصائد، واشهر هذه الأسواق سوق عكاظ الذي بلغت
    شهرته مبلغا عظيما في الجاهلية وما بعد الجاهلية ،ولكن قد شذّ بعض الشعراء عن الطبيعي
    في أغراض شعرهم، وتفننوا في هجاء بعض الافراد، سواء كانوا افرادا عاديين من المجتمع، او
    ملوك، او حكاما وسلاطين، ومنهم من ناصر الافرقة المعادية لبعض الحكام أو أصحاب النفوذ، ولكن
    مل لم يدركوه أن ألسنتهم وشعرهم قد قادهم إلى الموت، وللتعرف على بعض الأبيات التي قتلت أصحابها، تابع هذا المقال.
إقرا أيضا :  الكتب الطبية الأشهر لعلماء المسلمين

أبيات قتلت أصحابها

الشاعر هدبة بن خشرم، وهو من بني عامر، ويعود في أصله إلى بادية الحجاز، وقد كان الشعر سببا
في مصرع هدبة وشاعر اخر اسمه زياد بن زيد، حيث كان الشاعران قاصدين للحج مع باقي قومهم،
وكانت فاطمة أخت هدبة مرافقة له، فقام الشعر زياد بالتغزل في فاطمة أخت هدبة قائلا:

عُوجِي عَلَيْنَا وارْبَعِي يا فَاطِمَا ما دُونَ أنْ يرَى البْعيرُ قَائِماً
أَلا تَرَيْنَ الدَّمْعَ مِني ساجِمَا حِذارَ دارٍ مِنْكِ لَنْ تُلائِمَا
فَعَرَّجَتْ مُطَّرِداً عُراهِما فَعْماً يَبُذُّ القطفَ الرَّوَاسِما
فغصب هدبة وقام بالرد على شعر زياد بشعر اخر يتغزل في أخته والتي كانت تسمى ب”أم حازم”، قائلا فيها:
لَقَد أُرَانَي وَالغُلامَ الحازِمَا نُزْجِي الْمطيَّ ضُمراً سَوَاهِما
متى تَظُنُّ القُلَّصُ الرَّوَاسِما والجّلة النَّاجِية الْعَياهِمَا
يَبْلُغْنَ أمَّ حَازِمٍ وَحَازِمَا إذَا هَبْطنَ مُستَحيراً قَاتِما

فتشاجر الشاعران وغضبا من بعضهما غضبا شديدا، ولكن الغضب بلغ في نفس هدبة مبلغا عظيما
دفعه الى قتل زياد، وبعد ما قتل زياد، أمر والي المدينة “سعيد بن العاص” بحبسه مدة ثلاث سنوات
حتى يبلغ ابن هدبة سن الحلم، وبعدها يخير اما بالدية واما بالقصاص، ولما مرت السنين حاول والي
المدينة محاولاته الجاهدة مع أخ زياد” عبد الرحمن بن زيد” في أن يقبل بدية هدبة بن خشرم، ولكن
محاولاته كلها قوبلت بالرفض، وأصر عبد الرحمن على قتل هدبة، وعندها اجبر الوالي على الدفع بهدبة
ليتم قتله وقد ظهرت الحسرة على عيناه، وتم قتل هدبة على يد عبدالرحمن بن زيد.

أيضا من الأبيات التي قتلت قائليها

نهاية الشاعر المتني، حيث ان المتني من اشهر شعراء العرب الذي أطلق عليه بشاعر العربية الكبير
وكانت موضوع أشعاره النفس العربية والاحساس العربي، والنبض العربي، ولكن المتنبي قد أخذت عليه
بعض المآخذ في استعلائه على غيره من الشعراء ، والسخرية منهم في قصائده، وكان كثير المدح والافتخار
بنفسه، ومع هذا فان المتنبي لم يقتل بسبب سخريته من غيره، بل قتل بسبب هجائه، بعد رحيل المتنبي
عن مصر، كان قد صادف حادثة مقتل والد شخص يدعى “ضبة بن زيد” وقد كتب قصيدته في هجاء ابنه الذي
فر وترك أباه ، ولم يكتفي بهجاء ضبة بل تعدي في ذلك الى هجاء : أم ضبة” ورميها بافظع التهم
وكان لأم ضبة
أخ يسمى ” فاتك بن أبي جهل الأسدي” والذي بلغ فيه الغضب مبلغا عظيما مما دفع الناس لتحذير المتنبي
ولكن المتنبي لم يزدد الا عنادا، واستمر في هجائه حتى قام فاتك الأسدي بقتله وقتل محمد ابنه وغلامه
ومن الابيات التي هجا فيه المتنبي ضبة بن زيد:

إقرا أيضا :  تحليل النص الأدبي

إن أوحشتْك المَعَالي فَإِنَّها دارُ غُرْبَهْ
أو آنستْك المَخَازِي فإنَّهَا لكَ نِسْبَهْ

وتعدد القصص التي تدلل على وجود الأبيات التي قتلت أصحابها، وما على الشاعر الا ان لا يشذّ عن طريقه ويلتزم بما هو معقول في الشعر.

إقرا أيضا :  الشعر الأندلسي و وصف الطبيعة

مصادر ومراجع

مصدر1