عن مدينة حمص
مدينة حمص السورية، ثالث اكبر المدن السورية من حيث العدد بعد العاصمة دمشق و مدينة
حلب، وهي مركز البلاد و النقطة التي تصل المحافظات، و قد اكتسبت هذه الأهمية نتيجة كونها
حلقة الوصل بين المحافظات الغربية بالشرقية كما و الساحلية، و هذا من شأنه ان اكسبها النصيب
الأكبر من الأهمية الاستراتيجية و التجارية و الصناعية و في كل المجالات، إضافة إلى ذلك فإنها تعد
مركزا سياحيا هاما لغناها بالمواقع و الأماكن الاثرية، كما و تمتاز بالمناخ المعتدل و درجات الحرارة
الملائمة، و هذه المدينة سكنت منذ العصر الحجري، و هي بالصل قد تأسست على يد السلوقيون
في القرن الرابع قبل الميلاد، و تجدر الإشارة إلى ان مدينة حمص تشهد تنوعا دينيا كبيرا، و تتمثل
في المسلمين من السنة و العلويين، وهم الفئة الأكبر فيها، و المسيحيون من الروم الأرثوذكس و
السريان الأرثوذكس، و الديانات الأخرى، و في ما يتعلق بإثنية السكان، فغالبيتهم من العرب، مع وجود
الأقليات من الأرمن و التركمان.
مناخها
تتميز حمص بمناخها المعتدل و درجات حراراتها المتوسطة، و ذلك على الرغم من كونها من المدن الداخلية
في البلاد، إلا أن موقعها يواجه احد الفتحات في سلسلة لبنان الشرقية، و هذا يجعلها منطقة مفعمة
بالرياح و الهواء الرطب، و الذي يكون محملا بالأمطار، و تتميز المدينة بأنها تعيش أربعة فصول مناخية
تبدا بالصيف الحار و الجاف بطبعه، ومن ثم فصل الربيع و الخريف اللذان يتميزان بمناخهما المعتدل، و
فصل الشتاء البارد و الرطب و الذي يكون محملا بالثلوج، و قد تبلغ درجات الحرارة و الرطوبة ذروتها في
شهور يوليو و أغسطس، و بالنسبة للأشهر الكثر برودة، فهما يناير و فبراير، و كان لهذا المناخ المعتدل
الدور الكبير في جعل المنطقة منطقة زراعية خصبة، و لكنها من المناطق التي تواجه خطر التصحر بشكل
كبير، و يعود السبب وراء ذلك إلى قربها الكبير من بادية الشام، و هذا يجعلها بخطر تحول المنطقة من
المناخ المعتدل إلى الجاف كما و تراجع كميات الامطار، و مواجهة العواصف الرملية و الغبارية، و تحولها
إلى أرض صحراوية لا تصلح للزراعة.