العلاقة الزوجية
هي الرابطة الشرعية التي بين الرجل والمرأة، حيث تنعقد بالرضا والقبول، وتبع أهمية تلك العلاقة من كونها الرابطة الشرعية الوحيدة التي تكون بين الرجل والمرأة حسب قواعد الدين الإسلامي، وبعض الأديان الأخرى، كما تكمن أهميتها في تلبية الحاجات الطبيعية للبشر وحفظ النوع البشري. كما تمثل العلاقة الزوجية أسس التفاعل والسلوك بين الزوجين وما ينشأ عنها من مشاعر محبة ومودة، إضافة إلى صفات كل من الزوجين والتي تنعكس على تلك العلاقة.
أسس بناء العلاقة الزوجية الناجحة
- الخلفية الدينية: تتطلب العلاقة الزوجية تكافؤ بالخلفية الدينية، والتزام كلا الطرفين
بمستوى ديني مناسب حيث تتشابه المعتقدات الدينية بين الزوجين، بالإضافة إلى
أن كثير من المشكلات الزوجية تحدث بسبب تفاوت درجة الالتزام الديني بين الزوجين.
- الأخلاق: يساعد تحلي الزوجين بالأخلاق الحميدة ضمان أسس الحياة السعيدة بينهما،
حيث تسود بينهما المفاهيم الأخلاقية مثل العطف، الصبر، التسامح، ويعمل كل من
الزوجين بمراعاة الله تعالى في علاقته بالآخر.
- الوضع الاجتماعي: حيث لا بد من أن تتشابه الظروف الاجتماعية والعائلية للطرفين من
حيث العادات والتقاليد وأنماط الحياة.
- ضرورة التعارف قبل تكوين العلاقة الزوجية: ويكون ذلك بأن تكون فترة الخطبة وهي
(الفترة التي تسبق الزواج) كافية ومناسبة للتعرف إلى الطرف الآخر، وتكوين صورة
شاملة لصفاته وطباعه.
- التقبل: حيث لا تقوم العلاقة الزوجية إذا نشأت رغما عن أحد الطرفين، فالرضا شرط أساسي
لإقامة علاقة زوجية سليمة، واستمرارها.
- التكافؤ العلمي: يعمل العلم على تحسين وتطوير أفكار الفرد نحو الأفضل، ويعتبر التكافؤ
العلمي بين الزوجين شرطا أساسيا لنجاح العلاقة بينهما، حيث يساعد على التقاء
أفكارهما في نقطة واحدة.
- مستوى الثقافة: يتطلب نجاح العلاقة الزوجية اقتراب مستويات الثقافة التي ينتميان لها،
الأمر الذي يؤدي إلى تشابه أفكار كل منهما، وتقليل الاختلافات بطرق التفكير؛ وامتلاك
طرق الحوار والنقاش الفاعلة والتي تسهم في تخطي المشكلات التي قد تنشأ بينهما. - الشكل الخارجي: لا نقصد بالشكل الخارجي مستوى الجمال الذي يتمتع به الشخص،
بل نقصد به تقبل شكل الشخص للطرف الآخر والرضا عنه، فقبول الشكل الخارجي يسهم
على تقليل الفجوات بين الزوجين.
أسس اخرى لبناء العلاقة الزوجية
- الهدف من العلاقة الزوجية: فالعلاقة الزوجية تتضمن عدد كبير من الأهداف والتي
لابد أن تكوم واضحة ومشتركة بين الزوجين وهي: تلبية رغبات وحاجات الإنسان، إقامة
أسرة، تربية الأبناء، مواجهة مشكلات الحياة وصعوباتها بشكل مشترك، وهكذا. - الوضع المادي: تتطلب عملية إنشاء العلاقة الزوجية تكاليف مادية لا بد من الزوج امتلاكها،
ولضمان نجاح العلاقة الزوجية يجب أن يكون الوضع المادي بين الزوجين متكافئ ومتشابه،
ومما يذكر أن الظروف المادية الصعبة سببا أساسيا ورئيسا في نشوب الخلافات بين الزوجين،
والتي قد تؤدي إلى حدوث الطلاق بينهما في بعض الحالات. إضافة إلى ذلك يتطلب الجانب
المادي بين الزوجين التعاون والتشارك، وتحمل الظروف الصعبة معا. - القبول العاطفي: حيث تتطلب العلاقة الزوجية قبول الآخر بشكل عاطفي، ويتضمن هذا نشوء مشاعر الحب بينهما وتطورها خلال مراحل الحياة القادمة.
- استيعاب وتقبل نواقص وعيوب الآخر: حيث لا يوجد شخص كامل، حيث يمتاز كل شخص بعدد من الصفات الإيجابية والسلبية، ويتطلب هذا الأمر تقبل وتحمل عيوب الآخر، وهذا القبول يجب أن يكون متبادلا بين الطرفين.
- التجديد المستمر: من المعروف أن العلاقة الزوجية طويلة من الناحية الزمنية، وقد تشوبها عوامل الملل والضجر مما يعمل على إثارة المشكلات بين الزوجين، وهذا يتطلب البحث عن التجدد وتحديث العلاقة بينهما.