ما هو مفهوم التسامح والعفو

ما هو مفهوم التسامح والعفو

التسامح

يعرف التسامح والعفو بأنه السمح والعفو عند المقدرة، وعدم رد الإساءة بالإساءة، كما يدخل في مفهوم التسامح والعفو الترفع عن الصغائر والسمو بالنفس الى الاخلاق العالية، فالتسامح مفهوم أخلاقي سعى الى نشره جميع الأنبياء والرسل وذلك لأهميته في تحقيق وحدة المجتمع، كما يعمل على القضاء على الخلافات والمشاكل التي تحدث بين الناس، كما يعني التسامح احترام الأديان والثقافات المختلفة.

التسامح والعفو في الدين الاسلامي

قال الله سبحانه وتعالى : {خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ}، وقال الله تعالى : (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
حيث اعتبر الاسلام التسامح أحد أهم المبادئ الانسانية المهمة في حياة المسلمين، حيث يحث المسلم على نسيان ما مضى من الأذى والذي تعرض له، وذلك بإرادته وترك فكرة الانتقام ورد الاساءة، كما حث الاسلام على عدم اطلاق الاحكام تجاه الآخرين، والايمان بأن الانسان خطاء بطبعه لذلك يجب التماس الأعذار والتعامل بالعطف الرحمة.

أنواع التسامح والعفو

  • التسامح الديني : وويعرف التسامح الديني بضرورة تقبل جميع الديانات السماوية، وعدم التعصب ضدهم أو الحقد عليهم.
  • التسامح العرقي : وذلك يعني تقبل الآخرين دون أي تمييز باختلاف ألوانهم أو أشكالهم وغيره.
  • التسامح الفكري والثقافي : وذلك يعني تقبل الرأي الآخر دون التعصب لرأي واحد أو فكرة واحدة، كما يعني النقاش بكل احترام دون أي صراخ أو عصبية.
  • التسامح السياسي : ويعني هذا النوع من التسامح بأهمية ضمان الحرية السياسية الفردية أو الجماعية، ذلك ما تعنيه الديموقراطية.
إقرا أيضا :  أنواع القروض البنكية وشروطها

مبادئ التسامح والعفو

ما هو مفهوم التسامح والعفو
ما هو مفهوم التسامح والعفو
هناك الكثير من المبادئ التي تحكم التسامح، وهي ما يلي :
  • الحكم بموضوعية وعدم اصدار الأحكام المسبقة عن الناس، لذلك يجدر بالانسان التعامل بشكل حيادي مع جميع الأشخاص.
  • تعد العقلانية أحد أهم المبادئ التي يجب على الانسان الالتزام بها، حيث يحترم وجهات نظر الآخرين دون عصبية، والاختلاف لا يفسد في الود قضية.
  • يجب على الانسان العفو بقناعة دون رياء ودون أهداف مبطنة للتسامح.

أهمية التسامح والعفو للفرد والمجتمع

  • يساعد العفو والتسامح تطور المجتمع ونهضته، يث يقضي على الخلافات والمشاكل بين الناس، وبالتالي نهجتمع بأكمله.
  • زيادة المحبة بين الناس وذلك لعفوهم عن أخطاء بعضهم البعض  وتسامحهم فيما بينهم.
  • يحب الله المتسامحين والعافين عن الناس حيث قال الله سبحانه وتعالى : (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض ، أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء ، والكاظمين الغيظ ، والعافين عن الناس ، والله يحب المحسنين ، والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم – ومن يغفر الذنوب إلا الله؟- ، ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون . أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم ، وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ، ونعم أجر العاملين).
  • ينال المسلم الكثير من الأجر والعزة في يوم القيامة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث والذي نفسي بيده إن كنت لحالفًا عليهن: لا ينقص مال من صدقة فتصدقوا، ولا يعفو عبد عن مظلمة إلا زاده الله بها عزًّا يوم القيامة، ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر) وقال عليه الصلاة والسلام : (ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر لكم).
إقرا أيضا :  التحليلات النفسية للخربشات المبعثرة

التسامح والعفو  في القرآن الكريم

قال الله سبحانه وتعالى : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).

قال الله سبحانه وتعالى : (وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا).

قال الله سبحانه وتعالى : (وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).

قال الله سبحانه وتعالى : (خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ).

قال الله سبحانه وتعالى : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ).

قال الله سبحانه وتعالى : (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ)

قال الله سبحانه وتعالى : “خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ”

التسامح في الشعر

ذكر التسامح والعفو في الكثير من الشعر العربي، ومن أهمها قول الشاعر الكبير أحمد شوقي :

“تسامحُ النفس معنىً من مروءتها … بل المروءةُ في أسمى معانيها”

“تخلقِ الصفحَ تسعدْ في الحياةِ به … فالنفسُ يسِعدُها خلقٌ ويشقيها”

المصادر والمراجع