الحب
ما هو الحب لغويا هو الشعور بالميل نحو شخص ما، والاهتمام لأمره، والانشغال الدائم به، والرغبة بتقديم كل
ما هو جميل لإسعاده، أما الحب بلغة المحبين هو الإحساس بشعور يختلج الصدر والقلب والجسم بأكمله
،شعور لا تترجمه كلمات ولا توصفه بعض العبارات، شعور أسمى من أن يدون بكلمات ، شعور يسمو
بالإنسان لأعلى درجات السعادة، يجعله يحلق كفراشة هائمة بين ورود البساتين وأزهار الحقول،
شعور ينطلق لعنان السماء لا يقف بطريقه أي حاجز أو عائق مهما كانت صعوبته.
بداية الحب أجمل ما فيه
عبارةٌ يرددها الكثيرين من المحبين والعاشقين كما قالها ودونها الكثير من الأدباء والمؤرخين بأن أجمل
ما في الحب بدايته وسرعان ما يصبح الحب عاديا روتينيا، إلا أنه في الحقيقة ليس كل بداية حب هي
الأجمل، إنه اعتقاد خاطئ لا يشمل التعميم، ربما لأن بداية الحب كمن يتذوق طعم جديد من أشهى
انواع الحلويات لا يمكن نسيانه، أو كمن يتذوق العسل لأول مرة، ويُغرم بطعمه الحلو ومذاقه الرائع،
وسرعان ما يتعود الشخص على طعمه ويُدمنه وشيئا فشيئا يفقد لذته ، إلا أنه هنا يجب التوضيح بأن
الحب الصادق جميل في كل مراحله منذ بدايته، ومع الوقت يزداد جمالا ويسمو لمراتب أعلى ليُحاط
بهالة من نور تزيد قدسيته وجماله كلما مر الوقت ،وهنا لا أخص بالذكرالحب الذي ينبع من أطراف الأصابع،
والحب الذي يلقى على جوانب الطرق، ويضيع في غيابات النسيان، إنما أخصُّ بالذكر الحب الصادق الذي
ينبع من دماء القلب، ويُروى بالحنان، ويُغلف بالعاطفة، ويُسيج بالوفاء، وينمو ويتألق مع كل صباح جدبد.
ما هو الحب وما هو الغرام
تنتاب المحبين مشاعراً مختلطة بالحب مزيجا متناقضا من السعادة والحزن، مشاعراً غريبة لا يفسرها إلا منطق الحب وحده، فبداية يأتي الإعجاب، ويليه الحب مع الوقت، إلا أنه مع الوقت الأطول قد يصبح الحب غراماً، وفي حالات متقدمة قد يتطور ليصل لحالات العشق، والهوى، والانجذاب، وقد يتطور الحب ليكون ارتباطا قويا يجمع بين شخصين تغلفهما روح واحدة.
الحب والبحوث العلمية
أجريت العديد من الأبحاث على عدد من الأشخاص وقعوا في الحب، حيث كانت نتائج الأبحاث بأن في حالة الشعور بالحب يفرز الدماغ هرمون خاص وهو هرمون الأوكستوسين ويطلق عليه هرمون الحب، وهو الهرمون الذي يمنح المحبين سلوكا معينا وتصرفات مغايرة للآخرين .
ما هو الحب العقلاني
يتسائل البعض ما هو الحب العقلاني؟ وعند وجود الحب هل يثبت العقل حضوره؟ ، إنه نوع مختلف من الحب تماماً ، حيث يكون فيها الشخص المحب واعياً ومدركاً لجميع الأمور ، ينجدب لشخص ما ، لكنه لا يُقحم بنفسه في الحب، بل يجتاز الخطوة الاولى وهي تدخل العقل ومشاورته بأنه هل يناسبني هذا الحب؟ ، وهل هذا الشخص الذي اخترته مناسب أم هل سأواجه الصعوبات في مراحل متقدمة؟ ، هل يوجد توافقا فكريا، وعقليا، واجتماعيا؟ ، وعند وضع النقاط على الحروف يقرر الشخص حينها أن يُقحم نفسه في هذا الحب ليعيش كل تفاصيله ، أو يقرر العزوف عنه لتفادي الكثير من المتاعب في مراحل متقدمة ، هذا النوع من الحب يُعتقد أنه الأفضل لأنه على الأغلب ينتهي بعلاقة سوية وسليمة ترعى الحب وتنميه.