التخلص من القلق
بسبب سرعة الحياة المُعاصَرة اليوم وكثرة الإنشغال بمواكبتها فمن البديهي أن تشعر بالقلق أو الفزع، من حين
إلى آخر، بَيْدَ أن هذا الإحساس سُرعان ما يتحوّل إلى عائق يحول بينك وتأدية مهامك اليومية فور تكرره بدون
محفّزٍ أو مسببٍ له؛ إذ تجد أنك تشعر بالقلق حيال العمل والمستقبل، وقد يتخطى هذا الشعور ليشمل الخوف
من المرض والموت والفقدان لشخصٍ عزيزٍ، ما يُعرِّضُك لمشاكل صحية كمثل : نوبات الغضب الشديدة، والإحساس
بالتعب والخمول، وصعوبة التنفس واختلال ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم ومتسوى السكر في الدم، وفقدان
الشهية أو زيادتها ما يُكسبكَ الوزن الزائد الذي يؤدي بدوره إلى مشاكل صحية مزمنة وصعبة العلاج. وهنا يتحتّم
عليك إيجاد حلولٍ عملية وفعّالةٍ للتقليل من القلق النفسي، فما هي هذه الحلول ؟
إنَّ القلقَ شعورٌ كمثل أي شعور قد ينتابك ويمكنك التحكم فيه لألّا يؤثر عليكَ سلبًا، كأن تركز تفكيرك على أهدافٍ
طموحةٍ أو ذكرياتٍ جميلةٍ تعيدك لمرحلةٍ جميلةٍ من حياتك، وفور تطبيقك لهذه الخطوة ستجد نفسك قد تخلصت
من شعورك بالقلق تدريجيا إلى أن يختفي كليًّا. سنتحدث الآن عن بضع خطواتٍ وأفكارٍ يمكنها أن تساعدك على
التخلص من القلق نهائيًّا .
خطوات التخلص من القلق
- احصل على حصتك الكافية من النوم
إن عدم نَيْلِ الجسم لما يحتاجه من ساعات النوم قد يعرضك لمشاكلَ عديدةٍ تتمثل في عدم التركيز
وكثرة الثتاؤب، وارتخاء لأطراف جسدك، والإحساس بالتعب، وسهولة تعكير مزاجك لأي سببٍ كان، لذا
فإنك يجب أن تنال قسطك الكافي من النوم ( 8 ساعاتٍ ليلًا )، وأن تُنصت إلى جسدك فور حاجته للنوم. - ابتعد عن أسباب القلق
لا تفعل شيئًا لا يستهويك ولا تجد شغفك فيه، فإن كنتَ لا تحب عملك فلا تستمر فيه، وإن لم تكن
تشعر بالراحة في محل سكنك فانتقل إلى مكانٍ آخر فأنتَ لستَ شجرةً، ابحث عن شغفك في كل
ما تفعله، لكن ينبغي عليك أن تصارح نفسك بأسباب انعدام الدافع في الاستمرار؛ فهنالك فرق بين
انعدام الراحة وبين المراوغة لعدم إيجادها. صارح نفسك بأسباب قلقك، وسرعان ما ستجد الحل
بإيقافه حالما تعثر عليها. - التأمل والتدبر
للتأمل والتدبر تأثيرًا مبهرًا على صحتك النفسية؛ فبهما ستكتسب طاقة إيجابية كبيرة تؤهلكَ لتحمّل
مصاعب الحياة ورفض الاستسلام لما تُسببه لك من قلق وخوف. فكل ما عليكَ هو أن تتفكّر في
نفسك وأن تتأمل كل نقاط قوتك لتزيد من شدتها، فأنت شخصٌ فريدٌ لا يتكرر، وأنتَ أعجوبةٌ عليكَ اكتشافها.
نصائح هامة تساعد على التخلص من القلق
- اطلب المساعدة
من منّا لا يحتاج المساعدة ممّن حوله؟ من الجميل أن تجد شخصًا تثق في حكمته وبصيرته وبُعد
نظره للأمور لتطلب منه العَوْن حالما تحتاجه، فاختر ذاك الشخص بعنايةٍ تامةٍ ليكون سندًا لك، ولا
تشعر بالحرج حيال شعورك بالقلق جرّاء مشكلةٍ تمرُّ بها، فقد يرشدك للعثور على حلولٍ ما كنتَ
لتفكر بها، لتكون بدورها ذات تأثير كالسحر أمام العقبات التي تواجهها. - قلل من حجم الأضرار
ضع في اعتبارك أن التقليل من حجم الأضرار سيساعدك حتمًا في محاربة الإحساس بالتوتر و
القلق، كأن تفكر في مدى تأثير خسارتك لفرصة بيعٍ بضاعةٍ ما إن كنت تاجرًا، ماذا سيحدث
بعدها ؟ هل ستتوقف حياتك؟ قطعًا لا، إذًا لا داعي لكل هذا القلق، واستمر فيما تفعله متجاهلًا كل ما قد يعكر صفو مزاجك من أفكارٍ واحتمالاتٍ سلبيةٍ. - اخفض سقف توقعاتك
من الجميل أن تكون شخصًا متفائلًا وإيجابيًا، إلا أن من المهم أن تكون ذا تفكيرٍ واقعيٍّ
كذلك؛ فذلك سيساعدك على تحمل عبء حدوثِ مكروه ما لعملك – مثلًا. عليكَ أن تهيء
نفسك لتقبل أي صدمةٍ قد تواجهك، فارسم صورة واضحة لما تفعله تشمل كل الاحتمالات
المتوقع حدوثها، دون تشاؤمٍ أو تفائلٍ مبالغٍ فيهما. - أنت منقذ نفسك، فابدأ
إن فهم الوضع الذي تمر به سيساعدك حتمًا لحل مشاكلك، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فابدأ ولا تتخاذل.
يبقى القلق تصرفًا فسيولوجيًا طبيعيًا يقوم به الجسم البشري فور تعرضه لضغوط حياتية مختلفة، فإن استطعتَ التحكم ولو قليلًا بهذه الضغوط والعوامل فإنك ستستطيع التغلب على هذا الشعور والتخلص منه نهائيًا.
المصادر و المراجع
9 Ways to Reduce Anxiety Right Here, Right Now