الدعاء وأفضل وقت له

الدعاء وأفضل وقت له

الدعاء

لـ الدعاء مكانة خاصة فهو من أسهل العبادات التي يمكن أن يفعلها الإنسان فى كل وقت، في فراغه وفى إنشغاله أيضاً، ويمكن أن يكون الدعاء في قلب الإنسان بكل إيمان من غير أن يحرك لسانه ولو بحرفٍ واحدٍ.

وعبادة الدعاء هى مظهر عظيم من المظاهر التي تُظهر العبودية والخضوع لله سبحانه وتعالى، والحاجة إلى الله عز وجل فى قضاء حوائجنا، ولقد كانوا الصحابة يدعون الله لأبسط الأشياء وليس للأمور الكبيرة فقط، فإن المسلم يحتاج عون الله فى جميع أمور حياته بلا إستثناء، وإن الدعاء هو مخ العبادة كما قال رسول اللهﷺ.

مواطن الدعاء في القرآن الكريم

  • قال تعالى في سورة الأعراف الآية ٥٥ {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} وَقَالَ ابْنُ جُرَيْج فى تفسير إنه لا يحب المعتدين: يُكْرَهُ رَفْعُ الصَّوْتِ وَالنِّدَاءُ والصياحُ فِي الدُّعَاءِ، وَيُؤْمَرُ بِالتَّضَرُّعِ وَالِاسْتِكَانَةِ (تفسير ابن كثير).
  • ولقد وعدنا الله بإستجابة الدعاء عندما ندعوه، وهذا من رحمة الله بنا، فأمرنا بالدعاء وتكفل بالإستجابة سبحانه وتعالى، ويقول عز وجل فى غافر الآية ٦٠ {وقال ريكم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: “مَنْ لَمْ يَدْعُ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، غَضِبَ عَلَيْهِ” تفرد به أحمد.
  • وفى سورة البقرة يقول الله {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، ولقد نزلت هذه السورة حينما سأل أَعْرَابِيًّا رسول اللهﷺ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقَرِيبٌ رَبُّنَا فَنُنَاجِيهِ أَمْ بَعِيدٌ فَنُنَادِيهِ؟ فَسَكَتَ النَّبِيُّ ﷺ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هذه الآية الكريمة.
إقرا أيضا :  كيفية أداء الصلاة

أوقات الدُعاء

و للدعاء أوقاتٌ شريفة فيها يكثر قبوله فيها مثل يوم عرفة، وشهر رمضان، ويوم الجمعة، ووقت قيام الليل أى فى الثلث الأخير من كل ليلة، وأثناء نزول المطر، ووقت السجود في الصلاة.

الدعاء وأفضل وقت له
الدعاء وأفضل وقت له

قبول الدعاء

إن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: “مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثِ خِصَالٍ: إِمَّا أَنْ يعجِّل لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدّخرها لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا”، ومن ذلك الحديث النبوى الشريف نفهم أن الدعوة التى يدعوها المسلم هى دعوة مستجابة لا محال ولكن الدعوة لها ثلاثة أشكال يمكن أن تُستجاب على واحدةٍ من تلك الأشكال الشكل الأول وهو أن يستجيب الله فيحققها لك فى الدنيا، والشكل الثانى هو أن الله يستجيب لتلك الدعوة ولكن يجعلها لك فى الآخرة، والشكل الثالث والأخير هو أن يستجيب سبحانه وتعالى الدعوة بأن يُبعدَ عنك شراً كان سيصيبُك بتلك الدعوة التى دعوتها.

ومن ذلك الحديث ومن تلك الآيات القرآنية التى ذكرناها يجب علينا نحن عباد الله عزّ وجل أن نتأكد وأن يملئ اليقين قلوبنا بأن الله لا يرد دعوة العبد إذا سأله، وأنه يجب علينا إزالة الشك الذى قد نشعر بأن الله لم يستجب لنا ونستبدله باليقين كما قُلنا، وأن الله أرحم الراحمين وأنه الغفور الودود، وأنه سبحانه وتعالى قادرٌ على كلِّ شيء.

إقرا أيضا :  مفهوم وأحكام الوصية

المصادر والمراجع