التخلص من الغيرة المذمومة

التخلص من الغيرة المذمومة

الغيرة

هي هواجس وأفكار ومشاعر وأنماط سلوكية تدفع صاحبها بمنافسة شخص آخر، وهي سلوك فطري
غريزي طبيعي، وقد تكون الغيرة غيرة إيجابية تقود إلى المنافسة الشريفة، وتحقيق النجاح، وقد تكون
غيرة سلبية تؤدي إلى انتشار البغض والكراهية في النفوس، والغيرة مشاعر لا تقتصر على فئة محددة
من البشر، فالغيرة تنتشر بين الأطفال، وبين الرجال، وبين النساء، وبين زملاء العمل، وبين الأقارب،
وبين الجيران، وغيرها من العلاقات الاجتماعية الأخرى.

أسباب الغيرة

تتعدد أسباب الغيرة وتتنوع، ومن هذه الأسباب:

  • انخفاض مستوى الثقة بالنفس: حيث أن الشخص الذي يفتقد ثقته بنفسه، لا يرى الجوانب
    المضيئة في نفسه، بل على العكس فهو يرى نجاحات الآخرين وإنجازاتهم ويعظمها، مما يولد
    المشاعر السلبية في نفسه ومنها الغيرة من الآخرين.
  • المقارنات المبالغ فيها مع الآخرين: حيث أن اعتماد الفرد على إجراء مقارنات دائمة مع الآخرين،
    يولد الشعور بالنقص وعدم النجاح، حيث يتوجب على الفرد أن يقارن ذاته بذاته، أي أين كان؟
    وأين أصبح؟، مما يولد له رؤية نجاحاته وتقدمه.
  • التفاوت بين البشر: حيث خلق الله البشر بدرجات كبيرة من التفاوت في جميع المجالات ومنها البنية الجسدية، الذكاء، الجمال، الصحة، الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، الأمر الذي يدفع الفرد لرؤية الأفضل عند غيره، وهذا يشعره بالغيرة، وعلى الفرد ضرورة إقناع نفسه بالإيمان بعدل الله تعالى، وأن هذا التفاوت مشيئة الله، وله حكمة عظيمة.
  • الاضطرابات النفسية: تترافق الاضطرابات النفسية غالبا مع مشاعر الغيرة، ومن هذه الاضطرابات القلق وعدم الأمان، الوحدة، الاكتئاب، وغيرها.
إقرا أيضا :  الحب: ما هو الحب وكيف يبدأ

الغيرة في الإسلام

ورد عن الرسول أنه وضح لأصحابه الفرق بين نوعي الغيرة وهما الغيرة المحمودة والغيرة المذمومة عند الله تعالى، فقد روى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يبغضه الله، فأما التي يحبها الله فالغيرة في الريبة ، وأما التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة”.

كما روى عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال:” ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا: الديوث والرجلة من النساء، ومدمن الخمر” حيث وضح الرسول الكريم أن الديوث هو الرجل الذي لا يغار.

وورد أيضا عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:” إن الله تعالى يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه”.

التخلص من الغيرة المذمومة

الغيرة سلوك بشري طبيعي، تدفع للنجاح والتمييز، إلا أن الغيرة المذمومة هي الغيرة التي يبالغ فيها الفرد بمشاعره نحو الآخرين، فإنها تدفع إلى العداوة والبغضاء والحقد، وتدمير الذات، وللتخلص من مشاعر الغيرة المذمومة ينصح بإتباع الإجراءات الآتية:

  • تقدير الذات، ورؤية الجوانب المضيئة فيها، والابتعاد عن عقاب الذات بقسوة.
  • الإيمان بعدل الله وحكمته في إيجاد التفاوت والاختلاف بين البشر.
  • تغيير المعتقدات والأفكار ومحاورة النفس بالعبارات الآتية:”أتمنى ما يملكه غيري، ولكن غيري يتمنى ما أملكه” فهذا يحفز الفرد على الشعور بالعدل والمساواة والتوازن، ” لا يوجد فرد أفضل من الآخر” وهذا بدوره يشعر الفرد بالاطمئنان، ويجنبه عقد المقارنات المدمرة.
  • التدرب على ضبط النفس، وضبط الانفعالات، والسيطرة عليها.
  • التفكير بعواقب الغيرة المذمومة، فغالبا ما تكون نتائجها نفور الآخرين، انتشار الكره، حدوث المشكلات والنزعات الاجتماعية.
  • ممارسة النشاطات التي من شأنها استثمار وقت الفراغ بما هو مفيد مثل: الرياضة، الرسم، الرحلات، المطالعة
  • عدم التردد في التواصل مع ذوي الحكمة والبصيرة أو الخبراء النفسيين، الذين قد يقدمون المساعدة اللازمة.
إقرا أيضا :  نصائح هامة للحصول على حياة زوجية ناجحة