تأثير الصلح بين المتخاصمين
إن لمن يقوم بـ الصلح بين المتخاصمين ثواب كبير وأجر عظيم، وذلك لأن الصلح بين المتخاصمين خير وله تأثير كبير في نفوس الناس وعلى كل من الفرد والمجتمع، لذا يجب أن يسعى كل الناس لمثل تلك الأمور الخيرة التي تزيد من روابط الود والمحبة بين الناس وبعضهم البعض، كما تقضي على أي ضغينة أو كره بين شخص وأخر، وتحمي المجتمع من نتائج سلبية كثيرة جدا قد تحدث في حالة أن أستمر الأشخاص في الخصام.
كيفية الصلح بَين المتخاصمين
يجب عليك أن تكون حريص عند اتجاهك للقيام بعملية إصلاح بين متخاصمين، لأنك إذا لم تقم بذلك بالشكل الصحيح فمن الممكن أن ينقلب عليك الأمر وتسبب الفساد والسوء ولا تنجح في عملية الصلح، فيجب عليك أولا أن توجه نيتك لله في أن هذا تعتبره عمل خير تريد به صلاح الأحوال، ثانيا يجب أن تأتي في التوقيت الذي يصلح لذلك، ويجب أن تكون لديك الفطنة لمعرفة هذا التوقيت، فهناك بعض الخلافات تحتاج إلى تدخل سريع قبل أن تتفاقم الأمور، وهناك بعض الخلافات التي يجب أن تنتظر عليها حتى تبرد نار الغضب في صدور المتخاصمين حتى لا يعند أي طرف مع طرف أخر، وأنت تقوم بالصلح بين مجموعة أطراف حاول أن تعدل في حكمك بينهم ولا تصيب أي أحد بظلم، ولا تسيء لأي طرف مهما كان حتى وإن كانت فيه صفات سيئة، حتى لا تنقلب الأمور.
تعمد أيضا أن تذكر الصفات النبيلة والحسنة في كل طرف من أطراف النزاع أمام الطرف الأخر، يمكن أيضا أن تذكر مواقف جميلة قد مرت بهم معا فيساعد ذلك على تذكيرهم أنهم يوما ما كانوا متفاهمين وبينهم ود ولطف، وفي العموم عليك أن تحرص على تذكير أطراف الخصام أن الله سبحانه وتعالى لا يحب الخصام، وقد نهى عنه، وقد أمر ألا يخاصم الشخص أخيه أكثر من ثلاثة أيام، وأن الصلح خير وفيه رضى من الله ومحبة وشفاعة من رسوله، وأن الخصام مظلمة وتسبب الكثير من المساوئ للشخص وللأسرة أو المجتمع الذي حوله، وأن يقنع الشخص المصلح بين الناس كل طرف منهم أنه يجب أن يبدأ بالصلح لأن ذلك له ثواب كبير عن الله، وأن المسامح دائما كريم، ويحاول إقناعه بأن الطرف الأخر بالتأكيد في انتظاره لكي يفتحوا صفحة جديدة كلها حب وخير وامتنان.