قصة أصحاب الكهف ومكان وصور الكهف

قصة أصحاب الكهف ومكان وصور الكهف

من هم أصحاب الكهف

الكثير منا يبحث عن إجابة لسؤال من هم أصحاب الكهف وأين كان الكهف الخاص بهم، ولفت نظرنا مؤخراً انه يوجد الكثير من التساؤل عن مكان إختباء اهل الكهف .

أصحاب الكهف هم مجموعة من الشباب اليافع الذين لم يقبلوا عبادة الأصنام التي كان يعبدها قومهم، فقاموا بترك هذه العبادة وامنوا بالله وحده وعبدوه .

تسمية أصحاب الكهف

يطلق المسلمون على هؤلاء الفتية مصطلع أصحاب الكهف او  كما جاء في محكم التنزيل كما قال الله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم :

أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)

اما عن التسمية عند المسيحين فيطلقون عليهم مصطلح السبعة النائمون ، ولقد عاشوا في فترة اطهاد المسيحيون في حقبة حكم ديقيانوس .

 

إقرا أيضا :  أين كان يعيش قوم لوط وما هو عذابهم

قصة أصحاب الكهف او أهل الكهف

كانت في حقبة حياة هؤولاء الفتية قرية لا تعبد الله تعالى ، وكان يحكم هذه القرية ملك ضال وكافر بالله تعالى ، وكان يأمر قومه بعبادة ما يضرهم ولا ينفعهم، حيث انهم قاموا بعبادة الاوثان والاصنام من دون الله تعالى، ومن غير اي دليل على الوهية هذه الاوثان.

كان اهل هذه القرية، يقومون بالدفاع عن هذه الاصنام، ولا يقبلون الإساءة اليها باي شكل من الأشكال ويقومون بإذاء اي شخص يتعرض لهذه الاوثان او لا يقوم بعبادتها، وحسب الروايات، فقد كانوا يطردون من القرية كل من لا يقوم بعبادة الاصنام ومشاركتهم ضلالهم الذي كانوا غارقين فيه هم وملكهم الضال .

وفي ظل هذا الضلال والكفر التي كانت تعيش به هذه القرية ، اذ ظهرا مجموعة من الفتية الصغار ، قامو بتحكيم عقلهم بما يجري من حولهم ، فوجد هؤولاء الشباب ان السجود لغير الاله الخالق شيء غير صحيح وغير عقلاني ، ورفضوا السجود للاوثان والاصنام كما كان يفعل اهل هذه القرية.

فثبتهم الله سبحانه وتعالى وربط على قلوبهم وهداهم الى الطريق المستقيم ورسخ الايمان في قلوبهم، وزادهم هدى فوق هداهم ,ودل قلوبهم على الطريق الصحيح والطريق المستقيم .

أصحاب الكهف لم يكونوا رسلاً او أنبياء، ولم يقاسوا ولم بعانوا ما عانى به الانبياء والرسل من اهلهم وأقوامهم، هم كانوا فقط أصحاب ايمان بالخالق عز وجل ، ورفضو عبادة ما يعبد قومهم، ورفضول الشرك بالله سبحانه وتعالى، وطلبوا من قومهم الكفار ان يقوموا بإثبات الوهية هذه الاصنام والاوثان التي يعبدونها من دون الله .

قرر هؤلاء الفتية ان يهاجروا الى الى مكان يقوموا بعبادة الله تعالى دون ان يمنعهم احد، فأهل القرية غارقين بالضلال والكفر، فقرر مجموعة الفتية المؤمنون بالله تعالى الخروج من هذه القرية ، فتوجهوا الى احد الكهوق المهجورة خارج هذه القرية، وكما تقول الرويات ان الكهف كان ضيقاً موحشاً، فسكنوا الكهف وكان معهم كلبهم .

 

كم المدة التي نام فيها أهل الكهف

جلس الفتية في الكهف ، واستلقى الكلب الذي كان برفقتهم على باب الكهف لحراسته، وفي هذه الاثناء حدثت المعجزة العظيمة، حيث ان الفتية ناموا لمدة 309 سنوات، وفي خلال مدة نومهم وكمنا اخبرنا الله تعالى في كتابه ، ان الشمس كانت تشرق عن يمين الكهف وعند الغروب كانت تغرب عن شمال الكهف .

إقرا أيضا :  قصة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ج 2

وأثناء النوم كان الفتية يتقلبون حتى لا تتقيح اجسادهم ، فكان الذي ينظر اليهم يحس بالرعب لانهم كانوا نائمين ولكن من تقلبهم يحس الناظر اليهم كانهم في وعيهم وغير نائمين .

وبعد ان ناموا لاكثر من 300 عام قام الله ببعثهم مرة ثانية، واستيقظوا من نومهم الذي استمر لمئات السنين، ولم يحس هؤولاء الفتية كم من المدة التي ناموا فيها، وكانت اثار النوم العميق تظهر على وجوههم ، فتسائلو بينهم : كم لبثنا ؟؟ ، فاجابوا بعضهم : لبيثنا يوماً او بعض يوم .

اهمل الفتية الفترة التي ناموا فيها، فلم تهمهم كثيراً، المهم في نظرهم الان كيف انهم سوف يتدبرون امرهم ، حيث انهم كانوا معتقدين ان القرية الظالمة والكافرة ما زرات موجودة، فلطبوا من احدهم ان يذهب الى السوق خفية لكي يجلب لهم بعض الطعام واعطوه المال الذي كان بحوزتهم ومن ثم يقوم بالعودة بشكل لا يلفت الانظار اليه .

وكانوا على خوف من ان يمسك رجال الملك الظالم والمستبد بالفتى الذي ذهب ليحضر الطعام ، خوفاً من ان يجبروهم للعودة الى الشرك، او خوافاً من ان يقوم اهل القرية الظالمة بقتلهم .

خرج الفتى الى القرية ، الا انه استغرب تغيراً كبيراً في القرية ولم يعرفها ، فلقد تغيرت كل اشكال الحياة في هذه القرية، لقد تغيرت عملة القرية وتغيرت البضائع التي بالسوق وتغير مكان كل شيء .

اندهش الشاب من الذي شاهده ، وسال نفسه ، كيف انه حدثت كل هذه التغيرات بين ليلة وضحاها، وكان من السهل على اهل القرية ان ينتبهوا الى إستغراب هذا الفتى ولك يكن صعباً عليهم ان يكتشفوا ان هذا الفتى غريب عن هذه القرية حيث انه كان يلبس ثياباً غريبة والنقود التي كانت بحوزتهه .

لكن والذي حدث ان هذه القرية قد اصبحت مؤمنة ، ومات الملك الظالم وجاء مكانه ملك عادل وصالح، وفرح الناس بعودة هؤولاء الفتية لانهم كانوا اول من امن في هذه القرية ، وهربوا من هذه القرية لكي لا يقوم الوثنيون بفتنتهم عن دينهم .

ذهب اهل القرية لرؤية الفتية في الكهف، وثبت لاهل القرية ان هناك معجزة قد حدثت في احياء فتية قد مر على موتهم اكثر من 300 عام ، وبعد ذلك تيقنت قلوب اهل هذه القرية قدرة الله تعالى وعظمته .

إقرا أيضا :  قصة سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام

اختلف اهل القرية فيما بينهم ، منهم من دعى لبناء بنيان على هذا الكهف، ومن الناس من طالب ببناء مسجد على الكهف ، وكما اخبرنا الله تعالى في كتابه :

وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21)

كم كان عدد أصحاب الكهف

ما زالت الناس تسأل عن عدد الفتية الذين هربوا الى الكهف ، لكن وكما اخبرنا الله تعالى ان عددهم لا يعلمه الا الله وقليل كما قال الله تعالى في الاية :

سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22) وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) .

أين يقع كهف أصحاب الكهف

اتفق اغلب المؤرخون على ان الكهف الذي لجأ اليه فتية الكهف هو كهف الرقيم الذي يقع في العاصمة الاردنية “عمان” في منطقة سحاب سحاب وتحديداً في قرية يطلق عليها الرجيب وخصوصا انه يوجد مسجد فوق الكهف في منطقة الرجيب .

صور كهف الرقيم

قمنا بإدراج بعض الصور الخاصة بكهف الرقيم في العاصمة الاردنية عمان

 

 

المراجع :