سيدنا محمد
حجة الوداع هي الحجة الأخيرة التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتوفى، حيث عرف من خلال حجة الوداع أنه سوف يتوفاه الله بعدها ليس بكثير، حيث أن رسولنا الكريم أراد أن يقوم بتلك الحجة بعد أن شعر باستقرار الإسلام في المنطقة وبدأ الإسلام ينتشر بين الناس يمينا ويسارا، وكانت تلك الحجة مقاربة من مفارقة النبي لأصحابه وللمسلمين أجمعين.
في أية سنة حجة الوداع
- قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بشد الرحال إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج، حيث أن تلك الرحلة كانت مهمة من أجل تعليم المسلمين مناسك الحج في الإسلام بالشكل الصحيح والجيد، مؤكدا بأن رسول الله تم إزالة إرث الجاهلية من الصحابة والتابعين له، لذلك كانت حجة الوداع من أعظم الحجات التي قامت في السلام وقام الرسول أيضًا بإلقاء خطبة وكانت هي خطبة الوداع التي رسخت بها العديد من المعاني العظيمة من اجل الأمة.
- نقل الكثير من العلماء أن حجة الوداع كانت في السنة العاشرة من الهجرة، وقال الإمام القرطبي تفسير قول الله تعالى:” الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا”، أنها نزلت على رسول الله وهو واقف على عرفة في العام العاشر من الهجرة، وبالتحديد كانت يوم الجمعة بعد صلاة العصر، واصطحب رسولنا الكريم في تلك الرحلة نسائه جميعا على الرغم من أنه كان يقوم بالقرع بينهم في جميع رحلاته أي أنه كان يشعر بانه سوف تكون الرحلة الأخيرة له ولا يريد أن تضيع فضيلة المناسك على واحدة منهن.
لماذا سميت بحجة الوداع
- سميت تلك الحجة الأخيرة بحجة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم من أجل أنها كانت حجة البلاغ والتمام وكان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بين فيها اكتمال مهمة تبليغ رسالته وشريعته إلى أمة الإسلام من بعده.
- قام بالآذان فيها للمسلمين بكمال الدين، وعلم رسولنا الكريم المسلمين في تلك الحجة بمناسك الحج جميعها على أصول الدين الإسلامي وأزال أثر الجاهلية ومناسك الجاهلية أيضًا من عليهم.
- بلغ رسولنا الكريم العديد من الوصايا المختلفة للصحابة والتابعين التي تتعلق ببعض الشريعة ومبادئ الشريعة أيضًا، حيث أن قال رسول الله عليكم بحفظ المسلم أخاه المسلم في ماله وعرضه ونفسه وحفظ حقوق الله تعالى، بالإضافة إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصى في الخطبة الأخيرة له بالنساء وحفظ حقوقهم وحسن معاشرتهم وعدم أذيتهم وقال أوصيكم بالنساء خيرا.
- تعد تلك الحجة هي الحجة الوحيدة التي أداها رسولنا الكريم في حياته على النسك الإسلامية وقام بتعليم المسلمين فيها كافة القواعد والمناسك المختلفة للحج لآنه يعد ركن أساسي من أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلا ويجوز أن يكون الحج لمرة واحدة فقط في حياة المرء.
- ودع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أصحابه في تلك الحجة الأخيرة، وحث المسلمين على اتباعه والتعلم منه ومن خلاله، وقال الإمام النووي في ذلك:” فيه إشارةٌ إلى توديعهم وإعلامهم بقُرب وفاته -صلّى الله عليه وسلّم-، وحثّهم على الاعتناء بالأخذ عنه، وانتهاز الفرصة من ملازمته، وتعلّم أمور الدين، وبهذا سُميّت حجّة الوداع”، حيث أفاض رسولنا الكريم بالكثير من الوصايا المختلفة في تلك الحجة حيث انه أوصى بالصلاة وبالنساء وحفظ مال وعرض ونفس الأخ المسلم، وكافة تلك الوصايا كانت وصايا الوداع.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لتَأخُذْ أمَّتي نسُكَها، فإنِّي لا أدري لعلِّي، لا ألقاهم بعدَ عامي هذا”، وفي رواية أخرى للإمام مسلم:” لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هذِه”، وبهذا الشكل انتهى رسولنا الكريم من الحجة والخطبة وذهب إلى بيت السيدة عائشة رضي الله عنها وجلس لديها وقامت بوضع رأسه الشريفة في حضنها حتى توفاه الله.
- وهملت إلى الصحابة تقول لهم أن رسول الله قد توفى، ولم يستطيعوا الصحابة تصديق ذلك وانهمروا بالبكاء وقام عمر بن الخطاب وقال من قال أن محمد مات سوف اقطع رأسه، ولكن جاء أبو بكر الصديق رفيق الرسول وقال من كان يعبد محمد فمحمد مات أما من كان يعبد الله فالله حي لا يموت، وحينها استطاع الجميع أن يتماسك أعصابه في تلك الوقت العصيب.