قال تعالى :
” يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون”
تفسير الآية الثامنة من سورة المنافقين
تفسر الآية الكريمة مصدر العزة، فهي لله تعالى ولرسوله الكريم، وللمؤمنين.
كما تعبر الآية الكريمة عن جهل المنافقين في أمر العزة، حيث يعتقدون أنهم أصحاب عزة قادرين على اتخاذ القرارات.
سبب نزول الآية الثامنة من سورة المنافقين
نزلت الآية الكريمة في “عبد الله بن سلول”، حيث تروي القصص التاريخية أن سبب نزول الآية حادثة وقعت بعد غزوة “بني
المصطلق” أو غزوة “المريسع”، في السنة السادسة للهجرة.
والتي سببت خلافا بين المهاجرين والأنصار آنذاك على السقاية، حيث تدخل النبي صلى الله عليه وسلم
بحكمته لإنهاء ذلك الخلاف ومنع الفتنة بينهما.
وتفاصل القصة تعود إلى ازدحام كل من المهاجرين والأنصار على بئر الماء للسقاية،
مما أثار جدلا بين رجلين واحد من الأنصار والآخر من المهاجرين، فصرخ الأنصاري:”يا معشر الأنصار”،
بينما صرخ المهاجر قائلا:”يا معشر المهاجرين”، فأثارت الحادثة الأنصاري “عبد الله بن سلول”، فعبر عن غضبه أمام مجموعة من
قومه بالحديث عن الأزمة والازدحام الذي سببه قدوم المهاجرين للمدينة المنورة قائلا:” لئن رجعت إلى المدينة لأخرجن منها
الذليل”، وكان من بين الجماعة صبي يدعى “زيد بن أرقم”.
فما كان من الأخير إلا أن أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب رضي الله عنه بحديث “عبد الله بن سلول”
فأشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقتل “عبد الله بن سلول” فرفض النبي ذلك، وخرج في ساعة لم يكن معتادا على الخروج فيها.
وأثناء سير الرسول لقي “أسيد بن حضير”، فتعجب من مسير الرسول في هذا الوقت،
وسأل الرسول عن حاله، فأخبره النبي بقصة “عبد الله بن سلول” فما كان من ” أسيد” إلا أن قال للرسول:” فأنت والله تخرجه إن شئت، فإنك العزيز وهو الذليل”، ثم طلب غلى الرسول العفو عنه والرفق به.
سمع عبد الله بن سلول بوصول الخبر غلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذهب إلى الرسول،
وحلف بعدم خروج الكلام من فمه، وبعد ذلك وصل لابن “عبد الله بن سلول” قرار الرسول بقتله، فذهب إلى الرسول طالبا أن يقتل أبيه بيده؛ خوفا من أن يقتله شخص آخر، ويبحث هو عن الثأر لأبيه، فما كان من النبي إلا أن عفا وصفح عنه.
من هو عبد الله بن سلول
هو عبد الله بن أبي بن سلول، أحد قادة قبيلة الخزرج، وهو من الشخصيات المعادية للإسلام،
ويعد من أكثر الشخصيات النفاقية في زمن الرسول، حيث لُقب بـ “رأس النفاق”، وله ولد على اسمه ويدعى “عبد الله”، كان سببا في الشفاعة لأبيه عندما قرر الرسول قتله.